
ما يجب أن تعرفه عن طيف التوحد؟
العيش أو التعايش مع شخص يعاني اضطرابات معقدة في نمو الدماغ صعب. والأصعب منه ألا تجد من يعينك أو تواجه مجتمعاً غير متفهم أو يكتفي بنظرات الشفقة لطفلك.
اضطرابات طيف التوحد أو التوحد ما زالت على رغم كل جهود الكشف والتوعية على مدار سنوات مكمن قلق وسبب توتر ومدعاة للهلع وربما الحرج لأولياء بعض المرضى.
يعد اضطراب طيف التوحد اضطراب عصبي، يظهر في مرحلة الطفولة المبكرة، ويستمر طوال حياة الفرد. ويتميز بضعف في التواصل الاجتماعي، وظهور سلوكيات نمطية، واهتمامات مقيدة ومحدودة، وشذوذ حسي. فيؤثر اضطراب طيف التوحد على الطريقة التي يدرك بها الفرد العالم ويصعب التواصل والتفاعل الاجتماعي.
فاضطراب طيف التوحد يتميز بصعوبات التفاعل الاجتماعي، والتواصل والنزعة إلى الانخراط في السلوكيات التكرارية. ولكن الأعراض وشدتها تتفاوت بشكل كبير عبر هذه المجالات الأساسية الثالثة. قد ينتج عن ذلك تحديات معتدلة نسبيا لشخص ما مصنف في فئة الحد الأعلى للأداء العالي في اضطراب طيف التوحد. بالنسبة للآخرين، قد تكون الأعراض أكثر شدة، كما هو الحال عندما تتداخل السلوكيات التكرارية وقلة الكلام في الحياة اليومية.
ما سبب الإصابة بطيف التوحد؟
يرتبط اضطراب طيف التوحد بالعوامل الجينية التي قد تسهم بحوالي (50%) من معدل الإصابة. وتسهم المخاطر البيئة في مرحلة ما قبل الولادة، مثل سن الأب أو الأم المتقدم، وحالات التمثيل الغذائي والأمراض المزمنة لدى الأم. إلى جانب تلوث الهواء والتعرض لمبيدات الآفات،وانخفاض الوزن عند الولادة والخدج. کلّ هذه العوامل تسهم في الإصابة باضطراب طيف التوحد كجزء من الخطر العام الأكبر هو إصابة الجهاز العصبي.
من جانب آخر، على عكس ما يشاع يشير سجل البيانات الوبائية المتاحة إلى أنه لا تتوافر أدلة علمية تثبت وجود صلة بين لقاحات الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية والإصابة باضطرابات طيف التوحد. كما تبيّن أن عيوبًا جسيمة تشوب الدراسات التي أشارت إلى وجود علاقة سببية بين اللقاح والاضطرابات.
كما لا توجد أدلة علمية تدلّ على أن اللقاحات الأخرى التي تُعطَى في مرحلة الطفولة قد تزيد خطورة الإصابة باضطرابات طيف التوحد. وذلك حسب ما ذكر في دراسات أجرتها منظمة الصحة العالمية.
أهم المعلومات عن مرض التوحد
ذكرت مجلة “scientificamerican” أبرز 5 معلومات عن مرض التوحد:
1- تظهر اضطرابات طيف التوحد في مرحلة الطفولة، ولكنها تميل إلى الاستمرار في فترة المراهقة وسن البلوغ.
2- تظهر بعض علامات مرض التوحد على الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة، مثل قلة الاتصال بالعين، أو عدم الاستجابة للمناداة بالاسم، أو عدم الاكتراث.
3- قد ينمو الأطفال بشكل طبيعي خلال الأشهر أو السنوات القليلة الأولى من العمر. لكنهم يصبحون فجأة انطوائيين أو عدوانيين أو يفقدون المهارات اللغوية التي قد اكتسبوها بالفعل.
4- من الصعب تحديد مرض التوحد لدى الطفل قبل بلوغه سن 12 شهراً، ولكن يمكن تشخيصها بصورة عامة عند بلوغه سن عامين. ومن السمات المميزة لظهور المرض لديه التأخر أو التراجع المؤقت في تطوُّر مهاراته اللغوية والاجتماعية وتكرار الأنشطة بشكل نمطي في سلوكياته.
5- يعاني بعض الأطفال المصابين بالتوحد صعوبة في التعلم. وبعضهم لديه علامات أقل من الذكاء المعتاد.