
بلدية لالة : أكثر من 50 بالمائة من السكان غير راضيين عن أداء المجلس البلدي
على بعد مسافة 7.5 كيلومتر من وسط مدينة قفصة، تقع منطقة صغيرة تكونها أربعة أحياء حضرية كبرى أشهرها حي عين سلطان الذي تميز بمياهه العذبة النابعة طبيعيا.
لالة إحدى المناطق البلدية من ضمن الخمس بلديات المحدثة في ولاية قفصة منذ 2015، تضم ما يقارب 11 ألف نسمة، أمل متساكنوها في بداية جيدة لمنطقتهم بعد الاستقلالية الترابية بعد أن كانت تابعة لبلدية القصر المجاورة، إلا أن الأوضاع الحالية التي تعيشها بلدية القصر وحتى بعد الانتخابات البلدية في 2018، لم تتحسن كما توقع المواطنون، الأمر الذي دعانا للتحول على عين المكان ومحاولة كشف الأسباب التي حالت دون تغيير الأوضاع في هذه المنطقة وما دعانا للقيام باستبيان رأي للمواطنين واستجواب رئيسة البلدية محاولة منا لكشف أسباب تعطل المشاريع التي تقدم بها المجلس البلدي الحالي في وعوده الانتخابية.
وسنحاول خلال هذا المقال تقييم آداء المجلس البلدي الحالي لبلدية لالة وذلك بالإجابة عن الأسئلة الآتي ذكرها
ما هي أهم المشاريع التي تشتغل عليها بلدية لالة؟
ما هو رأي المواطنين في أداء بلديتهم؟
ما هي أسباب تواصل التهميش في بلدية لالة؟
حاولنا في بداية الاشتغال على هذا الموضوع أن نقوم باستبيان الكتروني يستهدف مواطني بلدية لالة من خلال صفحات ومجموعات خاصة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، لكن الاستبيان الالكتروني لم يلق إقبالا التجأنا الاستبيان الميداني وشاركنا 33 مواطنا من بينهم 11 امرأة، كما هو موضح في الرسم البياني التالي، كانوا قد شاركوا في الإنتخابات البلدية الفارطة في ماي 2018 وتراوحت أعمارهم من 29 إلى 73 سنة.

وتمحورت أسئلة الاستبيان عن مدى رضا المواطنين عن أداء المجلس البلدي الحالي لبلدية لالة والمشاريع التي يشتغلون عليها ما إن كانت تهمهم وتلبي حاجياتهم كمواطنين وعن ظروف العمل البلدي.
مشاريع محدودة تعكس الإمكانيات
وتمثلت المشاريع التي تبرمجها بلدية لالة في مشاريع أساسية تتلخص في الإصلاحات والتهيئة العمومية على غرار التعبيد والترصيف والتهذيب والإنارة، وهي مشاكل لطالما عانت منها المنطقة على حد تعبير بعض المواطنين، وكانت محور اهتمام جل القائمات الانتخابية المترشحة في 2018، واستهل المجلس البلدي الحالي سنة 2020 بإطلاق مشروع تهذيب حي عين سلطان بكلفة تقدر 3 مليون دينار، ومازال ساري الاشتغال، في حين تبرمج لسنة 2021 مشاريع تهيئة أخرى، كما هو مبين في الرسم البياني التالي، إلا أن انطلاقها تأجل إلى إلى السنة الحالية نظرا لعدة ظروف.

تقييم المشاريع البلدية
في سؤالنا عن مدى اهتمام المواطنين بالمشاريع التي برمجها المجلس البلدي الحالي منذ بداية عهدته انقسمت الآراء بين من تمثله هذه المشاريع رغم تواضع الظروف ومحدودية الإمكانيات بنسبة 57.6% وبين من أنكر أهمية هذه المشاريع ورأى أنها لا تمثله بنسبة 42.4% كما هو موضح في الرسم البياني التالي

وفي متابعة لهذا التقييم، وددنا أن نتعرف عن الأسباب التي تقود المواطنين لعدم الإلمام بالمشاريع التي تشتغل عليها البلدية حاليا، حيث كان سؤالنا الثاني عما إن كان السبب هو تقصير البلدية في حد ذاتها أم أن هناك أطراف خارجية عطلت العمل البلدي ككل فكانت الإجابة مقسمة بين 66.7% الذين أكدوا وجود أسباب خارجية عطلت العمل البلدي في حين أن 33.3% أقروا أن البلدية هي المسؤول الأساسي عن هذا التقصير.

وعبر عدد من المواطنين عن استيائهم من إغلاق مقر البلدية بسبب اعتصام بعض المحتجين المطالبين بالتشغيل، مما اضطرهم إلى التنقل إلى البلدية المجاورة بلدية القصر أو بلدية قفصة المدينة لاستخراج الوثائق والتمتع بالخدمات المدنية، فيما انتقل المجلس البلدي للاشتغال من مكتب في مقر ولاية قفصة في مرحلة أولى ثم من مكتب في إدارة الفلاحة. الأمر الذي صعب انعقاد المجالس البلدية وقطع التواصل المباشر بين المواطنين وأعضاء البلدية.
أداء بلدي سيء
وفي سؤالنا الأخير كمتابعة للاستبيان الميدان الذي قمنا به أردنا من خلاله معرفة آراء المواطنين حول الأداء البلدي اجمالا وقسمنا الإجابات بين جيد ومتوسط وسيء كما هو معروض في الرسم البياني التالي وتنوعت الإجابات بين 24.2% أجابوا بأن الأداء جيد و21.2% أجابوا بأنه متوسط أما النسبة المتبقية والتي مثلت تقريبا ضعف الإجابتين السابقتين 54.5% كان رأيهم أن أداء المجلس البلدي الحالي سيء.

وخلال إنجازنا لهذا الاستبيان، طلبنا من المواطنين التحدث أكثر عن الأداء البلدي وإدلاء آرائهم حول الموضوع فأخبرنا طارق الجمال أن الأمر لا يقتصر فقط على الأداء البلدي بل أن هناك نقص على مستوى الوعي الاجتماعي حيث أنه يرى أن تحسن الأوضاع تكمل في تظافر الجهود بين الطرفين على حد تعبيره، وقدم طارق عدة حلول للمجلس البلدي آملا في التحسين ومؤمنا بالقدرات الشبابية في بلديته رغم صعوبة الظروف، فيما رأى خالد سوالمية أن الأداء البلدي ضعيف والبلدية لم تقم بواجبها حسب قوله. واستاء خالد من نقص الإنارة العمومية خصوصا في الشوارع الرئيسية مما يسبب في الحوادث والبراكاجات.
مشاريع متنوعة في الأفق
وفي انتقالنا إلى مقر إدارة الفلاحة أين يشتغل المجلس البلدي الحالي لبلدية لالة، التقينا برئيسة بلدية لالة مبروكة بوزيان حيث حدثتنا عن المشاريع الجاري الاشتغال عليها وهي مشروع تهذيب حي عين سلطان والذي يمثل المنطقة العليا لمنطقة لالة من شارع البريد إلى شارع عين سلطان وهو مشروع انتظره المتساكنون كثيرا حسب قولها.
وتعهدت بوزيان بإنجاز عدة مشاريع مهمة في السنة الحالية من شأنها تحسين الأوضاع منها مشاريع تهيئة ستشمل تعبيد شارع مقبرة الشهداء وصولا إلى حي حشاد إلى حدود منطقة الدريبة. إلى جانب ومشاريع ترفيهية ستشمل منتزه حضري بالإضافة إلى المستودع البلدي ومقر البلدية.
كما تحدثت عن مشروع الإنارة الذي سيشمل الأحياء الكبيرة والشارع الرئيسي وسيكون الانطلاق الفعلي لهذا المشروع بداية من شهر مارس القادم لمدة شهرين.
كما تعهدت بوزيان بإطلاق مشروع تعبيد وترصيف لكامل أنهج منطقة لالة بقيمة مليون و300 ألف دينار بداية من مارس القادم.
تعطيلات خارجية
وعبرت بوزيان عن استيائها من غلق مقر البلدية الأصلي من قبل معتصمين مطالبين بالتشغيل الأمر الذي عطل عديد الأشغال حسب تعبيرها، وعطل المواطنين في التمتع بحقوقهم مشيرة إلى أنها حاولت في أكثر من المرة التفاوض مع المعتصمين وإقناعهم بالظروف المتواضعة التي تعيشها البلدية وأن الميزانية ضعيفة لا تتحمل سداد أجور إضافية، لكن هذه المحاولات آلت دون الوصول إلى حلول.
جدير بالذكر أن هذا العمل جاء في إطار برنامج “مراسلو الديمقراطية المحلية مراسلون” الذي تنظمه المؤسسة الدولية للنظم الانتخابية IFES.
إشراق المؤدب