
بعد عام على بداية التلقيح ضد فيروس كورونا: متى تعود الحياة إلى طبيعتها؟
عندما ظهر الفيروس التاجي,كورونا, كان الهدف الوحيد والحلّ الأنسب للخروج من الأزمة الوبائية هي إيجاد التلاقيح اللازمة والمناسبة, وذلك لضمان عودة النسق الطبيعي للحياة.
الآن بعد مروو سنة كاملة على إنطلاق حملات التلقيح المكثفة, وبعد إنتاج عديد التلاقيح مختلفة التقنيات ومن شركات دوائية مختلفة. يتسائل العديد حول موعد عودة الحياة إلى نسقها الطبيعي وطيّ صفحة فيروس كورونا نهائيا من تاريخ البشرية. ليصبح حادثة وبائية تروى عبر الأجيال, مثل حادثة الطاعون الأسود الذي إجتاح أوروبا بين سنوات 1347م و1352م ورسخ في الذاكرة البشرية.
هذا هو مصير فيروس كورونا كما صورّ في أذهان العديد. لكن طول الاجراءات والبروتوكولات الصحية وتتاليها جعلتنا نتسائل ونبحث عن إجابة لموعد نهاية كورونا
متى ينتهي فيروس كورونا؟
صرّح هانز كلوج، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية بأوروبا، أنّ من المستحيل التنبؤ بنهاية جائحة كورونا، إلا عندما يتم تلقيح 70% من سكان العالم، وتقوية النظم الصحية، وإيجاد علاجات آمنة وفعالة قادرة على علاج هذا الفيروس.

كما شدّد هانز على الحاجة إلى تعزيز النظم الصحية في جميع أنحاء العالم، وتثقيف العاملين الصحيين ، ليكونوا على أهبة الاستعداد للوباء القادم.
وأضاف بأن هذا الوباء سينتهي عندما نتوقف عن الاستجابة للأزمة كدول قومية قائمة بذاتها. بل بشكل جماعي كأسرة بشرية واحدة.
مناعة القطيع هي الحلّ؟
يمكن لنا فهم مدى فاعلية التطعيم الجماعي من خلال مفهوم مناعة القطيع. فالتطعيم الجماعي يحسن القدرة على مقاومة الفيروس, وبالتالي تتحقق مناعة القطيع. وعندما يواجه الفيروس المزيد من الأشخاص المطعمين باللقاح تنكسر سلسلة العدوى الفيروسية. ويتوقف انتشاره ويتراجع تدريجيا.
يمكن الوصول لمناعة القطيع بطرق طبيعية من خلال السماح للفيروس بإصابة نسبة كبيرة من المجتمع. وعلى الرغم من أن هذه الإستراتيجية مثيرة للجدل, فإنها طُبقت على سبيل الاختبار في بعض البلدان مثل إنجلترا والسويذ. وذلك خلال الموجة الأولى من كوفيد-19 في ربيع 2020. ولكن سرعان ما استُبعدت هذه الإستراتيجية, حيث لم تستطع المستشفيات التعامل مع أعداد الأشخاص المصابين ممن يحتاجون لإمدادات الأكسجين والعناية المركزة. فضلا عن أن هذه الإستراتيجية يمكن أن تكون ضارة للغاية إذا سمح بها حتى في المناطق المحصنة جزئيا باللقاح، لأنها تتيح مجالا للفيروس للتحور والتطور متجنبا بذلك المناعة المكتسبة.